بسمة امل عضو هام
بنــر : مستوى التقدم : عدد المساهمات : 994 نقاط : 2126 السٌّمعَة : 20 ت/س : 15/08/2011 العمر : 36 المزاج : ضحكتى رجعت مع ابنتى بسمة الموقع : ابناء طلب بالمنشاه sms : مسلمة الاوسمـــة :
| موضوع: لماذا خلق الله السموات والأرض في ستة أيام مع قدرته على خلقها في أقل من هذه الإثنين يوليو 23, 2012 3:54 am | |
|
لماذا خلق الله السموات والأرض في ستة أيام مع قدرته على خلقها فيأقل من هذه المدة؟إذا أرادالله أمراً فإنه يقول له كن فيكون ، فلماذا استغرق 6 أيام حتى يخلق السماواتوالأرض ؟ .
من المقررعند أهل الإيمان الراسخ والتوحيد الكامل أن المولى جل وعلا قادرعلى كل شيء ، وقدرته سبحانه ليس لها حدود ، فله سبحانه مطلق القدرةوكمالالإرادة ، ومنتهى الأمر والقضاء، وإذا أراد شيئاً كان كما أراد وفي الوقتالذي يريد ، وبالكيفية التيأرادها سبحانه وتعالى .
وقد تواترتالنصوص القطعية من كتاب ربنا وسنة نبينا صلى الله عليه وسلم علىتقرير هذا الأمر وبيانه بياناً واضحاً لا لبس فيه ولا غموض ، ونكتفيهنابذكر بعض الآيات الدالة على ذلك، فمن ذلك قوله تعالى : { بديع السمواتوالأرض وإذا قضى أمراً فإنمايقول له كن فيكون } (البقرة : 117) .
قال الحافظابن كثير في تفسير هذه الآية الكريمة ( 1/175 ) : ( يبين بذلكتعالى كمال قدرته ، وعظيم سلطانه ، وأنه إذا قدر أمراً وأراد كونهفإنمايقول له كن _ أي : مرة واحدة _فيكون ، أي فيوجد على وفق ما أراد كما قالتعالى : { إنما أمره إذا أرادشيئاً أن يقول له كن فيكون } يس : 82 ) أ.هـ.
وقال تعالى :{ ...قال كذلك الله يخلق ما يشاء ، إذا قضى أمراً فإنما يقولله كن فيكون} ( آل عمران : 247 ) ، وقال تعالى : { هو الذي يحي ويميتفإذاقضى أمراً فإنما يقول له كنفيكون } ( غافر: 68 ) ، وقال تعالى : { وماأمرنا إلا واحدة كلمح بالبصر } (القمر:50 ) .
قال الحافظابن كثير - رحمه الله تعالى - في تفسيره هذه الآية ( 4/261 ) : ( وهذا إخبار عن نفوذ مشيئته في خلقه ، كما أخبر بنفوذ قدره فيهم فقال : { وما أمرنا إلا واحدة } أي إنما نأمر بالشيء مرة واحدة لا نحتاج إلىتوكيدبثانية ، فيكون ذلك الذي نأمر بهحاصلاً موجوداً كلمح البصر ، لا يتأخرطرفة عين ، إذا ما أراد اللهأمراً فإنما يقول له كن قولة فيكون ) أ.هـ.
وهناك آياتأخرى تقرر هذا الأمر وتوضحه ، فإذا تقرر ذلك فلماذا خلق الله جل جلاله السمواتوالأرض في ستة أيام ؟ .
أولاً :
قد ورد فيأكثر من آية في كتاب ربنا أن الله جل وعلا خلق السموات والأرض فيستة أيام فمن ذلك قوله تعالى : { إن ربكم الله الذي خلق السماواتوالأرضفي ستة أيام ثم استوى على العرش... }( الأعراف :54 )
ثانياً :
ما من أمريفعله الله إلا وله فيه حكمة بالغة وهذا من معاني اسم الله تعالى " الحكيم " ، وهذه الحكمة قد يطلعنا الله تعالى عليها وقد لايطلعنا ، وقديعلمها ويستنبطها الراسخون فيالعلم دون غيرهم .
غير أنجهلنا بهذه الحكمة لا يحملنا على نفيها أو الاعتراض على أحكام اللهومحاولة التكلف والتساؤل عن هذه الحكمة التي أخفاها الله عنا ، قالاللهتعالى : { لا يُسأل عما يفعل وهميسألون } ( الأنبياء: 23 ) ، وقد حاول بعضالعلماء استباط الحكمة من خلقالسموات والأرض في ستة أيام :
1- قالالإمام القرطبي - رحمه الله - في تفسيره " الجامع لأحكام القرآن " لآية الأعراف ( 54 ) ( 4/7/140 ) : ( ... وذكر هذه المدة - أي ستةأيام - ولو أراد خلقها في لحظة لفعل ؛ إذ هو القادرعلى أن يقول لها كوني فتكون ،ولكنه أراد :
- أن يعلمالعباد الرفق والتثبت في الأمور .
- ولتظهرقدرته للملائكة شيئاً بعد شيء ....
- وحكمةأخرى : خلقها في ستة أيام ؛ لأن لكل شيء عنده أجلا ، وبيّن بهذاترك معالجة العصاة بالعقاب ؛ لأن لكل شيء عنده أجلاً ... ) ا.هـ.
2- وقال ابنالجوزي في تفسيره المسمى بـ " زاد المسير " ( 3/162 ) في تفسيرآية الأعراف : (... فإن قيل : فهلا خلقها في لحظة ، فإنه قادر ؟ فعنهخمسةأجوبة :
أحدها : أنهأراد أن يوقع في كل يوم أمراً تستعظمه الملائكة ومن يشاهده ، ذكره ابن الأنباري .
والثاني :أنه التثبت في تمهيد ما خُلق لآدم وذريته قبل وجوده ، أبلغ في تعظيمه عند الملائكة .
والثالث :أن التعجيل أبلغ في القدرة ، والتثبيت أبلغ في الحكمة ، فأرادإظهار حكمته في ذلك ، كما يظهر قدرته في قوله ( كن فيكون ) .
والرابع :أنه علّم عباده التثبت ، فإذا تثبت مَنْ لا يَزِلُّ ، كان ذو الزلل أولى بالتثبت .
والخامس :أن ذلك الإمهال في خلق شيء بعد شيء ، أبعد من أن يظن أن ذلك وقع بالطبع أوبالاتفاق . ) ا.هـ.
3- وقالالقاضي أبو السعود في تفسيره عند آية الأعراف : ( 3/232 ) : ( ... وفي خلق الأشياء مدرجاً معالقدرة على إبداعها دفعة دليل على الاختيار ،واعتبار للنظار ، وحث على التأنيفي الأمور ) ا.هـ.
وقال عنتفسير الآية ( 59 ) من سورة الفرقان ( 6/226 ) : ( ...فإن من أنشأهذه الأجرام العظام على هذا النمط الفائق والنسق الرائق بتدبير متينوترتيب رصين ، في أوقات معينة ، مع كمالقدرته على إبداعها دفعة لحكم جليلة ،وغايات جميلة ، لا تقف علىتفصيلها العقول ... ) أ.هـ.
وبناء علىما سبق اتضح أن الله جلت قدرته وعَظُم سلطانه له مطلق القدرة ،ومنتهى الإرادة ، وكمال التصرف والتدبير ، وله في كل خلق من خلقهحِكمبليغة لا يعلمها إلا هو سبحانه ،وكذلك اتضح لك بعض الحِكم والأسرار في خلقالمولى سبحانه وتعالى السمواتوالأرض في ستة أيام ، مع أنه قادر سبحانه أنيخلقها بكلمة " كن " .
________التوقيع_________ تحياتى لكم بالتوفيق والمحبة مع | |
|