الجنة ليس لها باب واحد ، وإنما لها أبواب كثيرة ، كما قال الله تعالى : { وَسِيقَ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ زُمَراً حَتَّى إِذَا جَاءُوهَا وَفُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا سَلامٌ عَلَيْكُمْ طِبْتُمْ فَادْخُلُوهَا خَالِدِينَ } [الزمر:73] وقد ورد في السنة ما يدل على عدد تلك الأبواب ، فمن ذلك قول النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : « فِي الْجَنَّةِ ثَمَانِيَةُ أَبْوَابٍ فِيهَا بَابٌ يُسَمَّى الرَّيَّانَ لا يَدْخُلُهُ إِلا الصَّائِمُونَ » رواه البخاري 3257 ومسلم 1152 ؛ فدل هذا الحديث على أن عدد هذه الأبواب ثم
المكتوب على باب الجنة ، قد وردت فيه بعض الروايات ، وأقوى ما وقفنا عليه منها ما رواه الطبراني والبيهقي عن أبي أمامة رضي الله عنه ، عن النبي صلى الله عليه وسلم ، قال : « دخل رجل الجنة فرأى مكتوبا على بابها الصدقة بعشر أمثالها والقرض بثمانية عشر » حسنه الألباني . انظر صحيح الترغيب والترهيب 1/537
وهذا الحديث ، وإن مال بعض العلماء إلى قبول نسبته إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، فقد ضعفه آخرون منهم ابن الجوزي والعراقي والمناوي وغيرهم ، لأن الرواة الذين نقلوه عن النبي ، صلى الله عليه وسلم ، فيهم راو شديد الضعف .
وقد وردت رواية أخرى تقول : « مكتوب على باب الجنة : لا إله إلا الله ، محمد رسول الله ، علي أخو رسول الله ؛ قبل أن تخلق السماوات والأرض بألفي عام »
لكنها رواية مكذوبة ، لا تصح عن رسول الله ، صلى الله عليه وسلم [ انظر السلسلة الضعيفة مجلد10 رقم 4901 ] .
وينبغي أن نعلم أن الكلام في هذه المسألة أو غيرها مما يتعلق بالجنة ، أو النار ، أو غير ذلك من أمور الغيب ، لا يصح إلا بوحي ثابت من عند الله ، على لسان رسوله الصادق .
غير أننا نعود لنسأل أنفسنا : ما الفائدة العملية المترتبة على معرفتنا بذلك ؟ وما الخير الذي يفوتنا حين لا نعلمه ؟
إن السؤال الذي ينبغي أن يفرض نفسه حقيقة ، هو : كيف نصل إلى تلك الأبواب ؟ وكيف تفتح لنا ؟ وكيف ندخلها ؟
قال الله تعالى : { يَا أَهْلَ الْكِتَابِ قَدْ جَاءَكُمْ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ كَثِيراً مِمَّا كُنْتُمْ تُخْفُونَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ قَدْ جَاءَكُمْ مِنَ اللَّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُبِينٌ يَهْدِي بِهِ اللَّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلامِ وَيُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ } [المائدة:15-16]
اختكم براءة فى الله
فهذا حقا هو السؤال المصيري الذي ينبغي أن تتوجه عناية الإنسان إليه .