اعلم ايها الاخ المسلم ان اعظم مايتحلى بة المسلم فى شانة كلة وفى ايام عمرة : الصدق والامانة فهما صفتان متلازمتان جامعتان لخصال الخير كلها بل هما الايمان كلة لان جميع شعبة ترد اليهما وتتشعب منهما
فالتاجر الصدوق فى اقوالة وافعالة الامين على دينة ودنياة يحمد الله لة عملة ويبارك لة فى رزقة ويطيب فى الدنيا سيرتة فيحبة القريب والبعيد ويثقون فية ويقبلون علية ويكثرون العاء لة فيفوز بخير الدنيا والاخرة
واما من كان على الضد من ذلك فغش ودلس وروج سلعتة باليمين الكاذبة والكلام المعسول فانة يكون فى حياتة بائسا يائسا ممقوتا عند الله وعند الناس معذبا فى الدنيا بالحرمان من الربح الحلال ومن حب الناس
روى البخارى ومسلم وغيرهما عن حكيم ابن حزام رضى الله عنة ان رسول الله صلى الله علية وسلم قال : البيعان بالخيار ما لم يتفرقا - او قال : حتى يتفرقا فان صدقا وبينا بورك لهما فى بيعهما وان كتما وكذبا محقت بركة بيعهما
واخرج الترمذى فى جامعة عن رفاعة بن رافع رضى الله عنة قال : خرجت مع رسول الله صلى الله علية وسلم الى المصلى فراى الناس يتبايعون فقال : يا معشر التجار -فاستجابوا ورفعوا اعناقهم وابصارهم الية : فقال : ان التجار يبعثون يوم القيامةفجارا الا من اتقى الله وبر وصدق
ومعنى قولة بر وصدق اى لم يرتكب كبيرة ولا صغيرة من غش وخيانة واحسن الى الناس فى الكيل والميزان والسعر واسدى اليهم النصح وعطف على فقيرهم وتصدق علية
هذا ولما كان الغرض من التجارة جمع المال كان الشان فى التجار ان يغفلوا فى غالب امرهم عن مرضاة الله وعن محاسبتة فندر فيهم البار الصادق وفشابينهم حب الدنيا وداب الكثير منهم على احتكار السلع والزيادة فى الاسعار وغير ذلك مما هو معروف عنهم
لما كان هذا امرهم وحالهم حكم عليهم الرسول صلى الله علية وسلم فى الحديث بالفجور واسثنى منهم النادر وهو من اتقى وبر وصدق فى نيتة وقولة وعملة