؟مرّ أبونا إبراهيم (أبو المؤمنين) باختبارٍ هو من أصعب الأمور التي قد تحصل لإنسان على الأرض. فقد أمره الله بأن يقدم ابنه ضحية (ذبيحة) على الجبل، ليرى هل يطيعه إبراهيم في هذا الأمر أم لا. وفي اللحظة التي مد فيها إبراهيم يده ليقدم ابنه ضحية (ذبيحة)، تكلم الله قائلاً: "لاَ تَمُدَّ يَدَكَ إِلَى الْغُلاَمِ وَلاَ تَفْعَلْ بِهِ شَيْئاً لأَنِّي الْآنَ عَلِمْتُ أَنَّكَ خَائِفٌ اللهَ فَلَمْ تُمْسِكِ ابْنَكَ وَحِيدَكَ عَنِّي" تكوين22: 12)... وقد هيأ الله له ضحية (ذبيحة) أخرى كبشا بديلا عن ابنه... وهذا دليل على نجاح إبراهيم في الإمتحان الإلهي، وأضحى أبا المؤمنين...من هو "الضحية" ("الذبيحة"): اسحاق أم اسماعيل؟
هوية الضحية في الكتاب المقدس
بالنسبة لنا نحن المؤمنون بالمسيح، وبحسب ما جاء في الكتاب المقدس ، نؤمن ان الذبيح هو اسحاق الابن الوحيد لابراهيم من زوجته سارة بحسب وعد الله وذلك لعدة اسباب نذكر منها:
1 ذكر الكتاب المقدس صراحة هوية الذبيح: " "وَحَدَثَ بَعْدَ هَذِهِ الأُمُورِ أَنَّ اللهَ امْتَحَنَ إِبْرَاهِيمَ فَقَالَ لَهُ: «يَا إِبْرَاهِيمُ». فَقَالَ: «هَئَنَذَا». فَقَالَ: «خُذِ ابْنَكَ وَحِيدَكَ الَّذِي تُحِبُّهُ إِسْحَاقَ وَاذْهَبْ إِلَى أَرْضِ الْمُرِيَّا وَأَصْعِدْهُ هُنَاكَ مُحْرَقَةً عَلَى أَحَدِ اْجِبَالِ \لَّذِي أَقُولُ لَكَ». (تكوين22: 1-2)
2 اسحاق ابن الموعد: ولادة اسحاق كانت بترتيب الهي فكان وعد الله لابراهيم ان يهبه ابنا من زوجته سارة... وَقَالَ اللهُ لإِبْرَاهِيمَ: «سَارَايُ اْرَأَتُكَ لاَ تَدْعُو اسْمَهَا سَارَايَ بَلِ اْمُهَا سَارَةُ. وَأُبَارِكُهَا وَأُعْطِيكَ أَيْضاً مِنْهَا ابْناً. أُبَارِكُهَا فَتَكُونُ أُمَماً وَمُلُوكُ شُعُوبٍ مِنْهَا يَكُونُونَ». فَسَقَطَ إِبْرَاهِيمُ عَلَى وَجْهِهِ وَضَحِكَ وَقَالَ فِي قَلْبِهِ: «هَلْ يُولَدُ لِابْنِ مِئَةِ سَنَةٍ؟ وَهَلْ تَلِدُ سَارَةُ وَهِيَ بِنْتُ تِسْعِينَ سَنَةً؟». وَقَالَ إِبْرَاهِيمُ لِلَّهِ: «لَيْتَ إِسْمَاعِيلَ يَعِيشُ أَمَامَكَ!» فَقَالَ لهُ بَلْ سَارَةُ مْرَأَتُكَ تَلِدُ لَكَ اْناً وَتَدْعُو اسْمَهُ إِسْحَاقَ (تكوين: 17: 15- 19)
3 عهد الله مع اسحاق ونسله من بعده..." وَأُقِيمُ عَهْدِي مَعَهُ عَهْداً أَبَدِيّاً لِنَسْلِهِ مِنْ بَعْدِهِ." (تكوين17: 19)
4 وعد الخلاص من نسل ابراهيم الموعود به (ب اسحاق): لقد تجسد الرب يسوع بشرا من نسل ابراهيم الذي وعده الله ان يكثره له من اسحاق (متى 1- 1-16) ، ليحقق الوعد بالخلاص... 14لِتَصِيرَ بَرَكَةُ إِبْرَاهِيمَ لِلأُمَمِ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ، لِنَنَالَ بِالإِيمَانِ مَوْعِدَ الرُّوحِ (غلاطية3: 14)...وايضا نقرأ في غلاطية: "وَأَمَّا الْمَوَاعِيدُ فَقِيلَتْ فِي «إِبْرَاهِيمَ وَفِي نَسْلِهِ». لاَ يَقُولُ «وَفِي \لأَنْسَالِ» كَأَنَّهُ عَنْ كَثِيرِينَ، بَلْ كَأَنَّهُ عَنْ وَاحِدٍ. وَ«فِي نَسْلِكَ» الَّذِي هُوَ الْمَسِيحُ." (غلاطية3: 16)
5 ايمان ابراهيم بان الله قادر ان يقيم من الاموات نسلاً... بِالإِيمَانِ قَدَّمَ إِبْرَاهِيمُ إِسْحَاقَ وَهُوَ مُجَرَّبٌ - قَدَّمَ الَّذِي قَبِلَ الْمَوَاعِيدَ، وَحِيدَهُ الَّذِي قِيلَ لَهُ: «إِنَّهُ بِإِسْحَاقَ يُدْعَى لَكَ نَسْلٌ». 19إِذْ حَسِبَ أَنَّ اللهَ قَادِرٌ عَلَى الإِقَامَةِ مِنَ الأَمْوَاتِ أَيْضاً، الَّذِينَ مِنْهُمْ أَخَذَهُ أَيْضاً فِي مِثَالٍ. (عبرانيين11: 17-19).
هوية الضحية عند المسلمين
...لكن آخرين يقولون بأن الضحية (الذبيحة) هو اسماعيل ابن ابراهيم من هاجر لأنه هو البكر ...مع العلم ان كتابهم لا يذكر اسم اسماعيل صراحة على انه الضحية (الذبيحة)...بل يقول ان الضحية (الذبيحة) هو الغلام، أي إسحق، الذي بشرت به الملائكة ابراهيم وزوجته سارة...جاء في القرآن:
*وَامْرَأَتُهُ قَائِمَةٌ فَضَحِكَتْ فَبَشَّرْنَاهَا بِإِسْحَاقَ وَمِنْ وَرَاءِ إِسْحَاقَ يَعْقُوبَ (هود:71)
*وَبَشَّرْنَاهُ بِإِسْحَاقَ نَبِيّاً مِنَ الصَّالِحِينَ (الصافات:112)
*فَبَشَّرْنَاهُ بِغُلامٍ حَلِيم ٍ * فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ قَالَ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانْظُرْ مَاذَا تَرَى قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ (الصافات: 101 و 102).
يتبين من هذه النصوص بوضوح ان الضحية (الذبيحة) هو اسحق وليس اسماعيل الذي حبلت به هاجر بترتيب بشري وليس بحسب وعد الله...لقد طلبت سارة من ابراهيم ان يتزوج هاجر لتنجب له نسلاً (تكوين16: 1-2).
-اخي القارئ... لقد عبّر النبي ابراهيم عن ايمانه بالله وطاعته ومحبته له فلم يمنع عنه ابنه وحيده إسحاق الذي يحبه...وقد عبّر الله عن محبته لنا نحن الخطاة بأن بذل ابنه الوحيد من اجل خلاصنا...فكما افتدى الله اسحاق بن ابراهيم بكبش عظيم، افتدى البشرية جمعاء بيسوع المسيح فقدمه ذبيحةً كفارية عن كل البشر...مكتوب في الانجيل المقدس: "لأَنَّهُ هَكَذَا أَحَبَّ اللَّهُ الْعَالَمَ حَتَّى بَذَلَ ابْنَهُ الْوَحِيدَ لِكَيْ لاَ يَهْلِكَ كُلُّ مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ بَلْ تَكُونُ لَهُ الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ. (يوحن
: 16).