اثر الصلاة صحيا على المسلم

قال تعالى ( حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى وقوموا لله قانتين ) البقرة 238 .

لقد اهتم الدين الاسلامي بالصلاة اهتماماً شديداً لما لها من منزلة عظيمة جداً فهي عماد الدين الذي لايقوم إلا بالصلاة .‏

كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( الصلاة عماد الدين فمن أقام الصلاة فقد أقام الدين ومن ترك الصلاة فقد هدم الدين ) .‏

وقال صلى الله عليه وسلم في الحديث ( رأس الأمر الإسلام , وعموده الصلاة , وذروة سنامه الجهاد في سبيل الله ) .‏

ولقد أمر الله سبحانه وتعالى عباده بإقامة الصلاة والمحافظة عليها والخشوع فيها في السفر و الحضر في السلم والحرب في الأمن والخوف في الصحة والمرض .‏

قال تعالى ( حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى وقوموا لله قانتين ) البقرة 238 .‏

والصلاة عبادة تتضمن أقوالاً في اللسان وأفعالاً في البدن وسلوكاً في التعامل بين الناس و هي صلة بين العبد وربه , وصلة بين الانسان وأخيه الانسان من أجل ذلك شرعت صلاة الجماعة والحث عليها لتواصل الناس فيما بينهم وصلة الانسان بنفسه من أجل رعايتها وتهذيبها وتزكيتها قال تعالى ( قد أفلح من تزكى ¯ وذكر اسم ربه فصلى ) الاعلى 14 ¯ 15 .‏

وبالصلاة يمحو الله الخطايا فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ( لو أن نهرا بباب أحدكم يغتسل منه كل يوم خمس مرات هل يبقى من درنه شيء ? قالوا لايبقى من درنه شيء . قال ( فذلك مثل الصلوات الخمس يمحو الله بهن الخطايا ) .‏

لست هنا بصدد الحديث عن فضائل الصلاة ومنافعها , لأن الحديث عنها لاينتهي إنما أريد أن أقول إن الله عز وجل جعل الصلاة خيراً للمسلم ففوائدها كثيرة لاتعد ولاتحصى في الدنيا والآخرة فهناك فوائد بدنية عظيمة ينعم الله بها على المسلم بواسطة الصلاة على الرغم من أنه يؤديها بنية امتثال أمر الله سبحانه وتعالى وطلباً لمرضاته وتقرباً إليه .‏

وحينما يؤدي المسلم الصلاة فإنه دون أن يلقي لذلك بالاً فإنه يقوم بتمارين تشمل جميع البدن من أعلى الرأس إلى أخمص القدمين ففي كل حركة من حركات الصلاة هناك عضلات ومفاصل وأوتار وأربطة تشترك جميعاً في تأدية الحركة مما ينتج عنها تقويتها وتنشيطها لأن الصلاة ممكنة الأداء لجميع مراحل النمو في الأعمار ابتداء من مرحلة الطفولة وحتى آخر يوم في عمر المسلم لأنها لاتتطلب قدرات عالية واستعدادات ومواهب خاصة فانظر إلى هذه النعم الإلهية العظيمة فمن فضل الله تعالى وكرمه وحكمته أنه دمج الرياضة أو الحركة التي هي ضرورية للإنسان مع أكثر العبادات تكرراً وهي الصلاة .‏

لقد أخذ الأطباء في جميع العالم ينصحون الناس بممارسة الرياضة والتمارين الرياضية للتعويض عن الحركة التي فيها حفظ الصحة والوقاية من الأمراض والتشوهات وقد أخذ الناس فعلاً يخصصون أوقاتاً لمزاولة الرياضة وأخذ الناس في بلادنا يسعون وراء التمارين ويبحثون عنها ليحركوا بها أجسامهم وهذه الحركة موجودة في الصلاة والصلاة حركات رياضية تحافظ على الانسان مراعية له صحته .‏

فعندنا والحمد لله هذه الصلاة التي فيها من الحركات يومياً أكثر مما يمارسه الرياضيون من التمارين وعلى الأقل أن يحافظ المسلم على أداء الصلاة عبادة فيكسب منها أنواعاً من الفوائد البدنية تلقائياً وإن أراد الاستزادة من الحركة فيمكنه أن يمارس بعض أنواع الرياضات المفيدة كالجري في الهواء الطلق .‏

أما المشي فإنه يذهب كل يوم خمس مرات إلى المسجد فيقول الدكتور فارس عازوري الاختصاصي في الأمراض العصبية والمفاصل من جامعات اميركا : إن الصلاة عند المسلمين وماتحتويه من ركوع وسجود تقوي عضلات الظهر وتلين حركات فقرات السلسلة الظهرية وخصوصاً إذا قام الانسان بالصلاة في سن مبكرة ويترتب على ذلك مناعة ضد الأمراض التي تنتج عنها ضعف العضلات التي تجاوز العمود الفقري والتي ينشأ من ضعفها أنواع من الأمراض العصبية تسبب الآلام الشديدة والتشنج في العضلات .‏

وللصلاة فوائد أخرى .‏

قال الله تعالى ( واستعينوا بالصبر والصلاة وانها لكبيرة إلا على الخاشعين ) البقرة 45 .‏

مشكور جدا ع المعلومات القيمة