احمد عاطف
مشرف منتدى العلوم والطب
بنــر : مستوى التقدم : عدد المساهمات : 277 نقاط : 557 السٌّمعَة : 9 ت/س : 09/08/2011 العمر : 35 المزاج : فل الموقع : سوهاج sms : انا لا تغشيني الطياليس ولا الحلي كم ف الطياليس من سقيم اجرب الاوسمـــة :
| موضوع: شعب البوشناق - د.احمد عاطف الأربعاء أغسطس 10, 2011 4:28 pm | |
|
ربطتنى علاقة قوية بصديق من البوسنة والهرسك فى احدى دورات صيدله بالقاهرة , كان يتحدث العربية بلسانه السلافي , يبدو من هيئته التزامه وحفاظه على هويته الاسلامية. كنت أناديه بالبوشناقى , وكان سعيدا جدا بهذا الاسم ,... لانه وجد من يناديه بقوميته ......كان يتحدث بطريقة ظننته فيلسوفاً , رغم قوله لى انه لا يحب الفلسفة لانها يراها من العلوم غير المباحة عند كثير من العلماء , ربما ظننت كلامه فلسفة , لانه مر علىّ كثير لم أسمع كلمات بهذا العمق , فهى الطريقة المحببة الىّ. اعتدنا أن ننتهز فترات الراحة , حدثنى عن طفولته فى بلاده وكيف كانت أيام الحرب , قاطعته قائلا : ربما لا يعرف الكثير من العرب عن دول شرق اوروبا باستثناء البوسنة والهرسك وكوسوفا ابتسم لى قائلا : كنا نشعر بكم , ونشعر بمواساتكم, فلم نكن نحن اصحاب البلاد من البوشناق بمأمن من جيراننا الذين تحالفوا علينا . بادلته الابتسامة وانا لا أدرى اذا كان يجاملنى بكلماته أم لا , يومها تذكرت رجلا قابلته فى احدى شواَِطئ البحر الأحمر , عندما ذكر لى انه صربى , تركته ساخطاً دون أن أنهى حديثى معه بلباقة , أخبرته بذلك وقلت ِمتسائلاً : لا أدرى الان لماذا تركته , لماذ تغيرت نظرتى له , كيف لم أتعامل معه لانسانيته التى دوما انادى بالتعامل بها بين الناس , لماذا حملته مذبحة سربرنيتشا ودم الالاف من المسلمين ؟ قال لى : ربما هو شعورى ايضا عندما اتعامل مع أحد اليهود فى أوربا , أشعر بأن له ذنبا فى الجرائم المرتكبة فى حق الشعب الفلسطينى . نظرت اليه ونظر الى , لسان حالنا يقول , ابتعدت القارات , واختلفت الاعراق , وتباينت اللغات , ولكن تجمعنا رؤى واحدة , ومصير واحد . لكنى سرعان ما قلت له : يظل التعامل الانسانى هو أسمى تعامل بين الناس , ليتنا نحقق تلك القاعدة , لا شروط مسبوقة لاحترام الغير وتقبل الاخر , فالانسان واحد مهما تباينت معتقداته ومجتمه وظروفه وقناعاته , فأكثر لحظات الانسانية هى رؤيتك لعدوك يبكى, انها اللحظة التى تفطر قلبك عليه وتتمنى له الخير ... ثم تنهدت قائلاً: ليت لم يكن فى المعمورة عداء . نظر الىّ وقال , ليتها كانت كذلك , واسلامنا يدعونا لهذا النوع من التعامل الانسانى الفطرى البرئ. قال لى فجأة : دعنى أحدثك عن البوسنة والهرسك , أريدك أن تراها بعينى أنا , لا كما تقرأ عنها , لم ينتظر منى اجابة وبدأ يسترسل فى معلومات عن بلاده مستعينا بالعربية والانجليزية : ننطق بلادنا بالبوسنية ( بوسنا اى هيرسيغوفينا) بلادى أرض طيبة من أراضى البلقان , حيث الخضرة المتوفرة , وساحل البحر الأدرياتيكى, وانهارنا من روافد الدانوب, والجبال التى تنتمى لسلسلة جبال الألب الدينارية, نعيش نحن أهل البوشناق بجانب الكروات والصرب فى البوسنة والهرسك ولكننا نمثل الأكثرية , وأكثرنا يدين بالاسلام , اما الكروات فينتمون للكنيسة الكاثوليكية , والصرب ارثوذكس ونسبة المسلمون تزيد عن 40 % من سكان البوسنة والهرسك يبدأ تاريخ البوسنة الاسلامى عن اجتياح العثمانيين لشرق أوربا فى القرن الخامس عشر , وظلت تتبع الحكم العثمانى حتى اجبرت على التنازل عنها لصالح الامبراطورية النمساوية المجرية فى معاهدة برلين علم 1878 بعدها مرت البوسنة والهرسك بالعديد من الاضطرابات والاتحادات من بينها المملكة اليوغسلافية بعد تفاقم النزعة العرقية لسلاف الجنوب والتى تضم الكروات والصرب والسلوفينيين , ثم بعد ذلك انضمت لجمهورية يوغسلافيا ثم يوغوسلافيا الاشتراكية قلت له متعجباً: لا أجد فى حديثك غير سرد معلومات .... لا أجد فيها رؤيتك. قال لى : صبرا يا صديقى , فقد وصلت للتو الى مرمى قصدى , انها الحرب يا أخى , الحرب التى جعلت من أصدقاء الأمس أعداء اليوم , هى الحرب التى فقدت فيها عمى الذى يسكن فى مجزرة سربرنيتشا وابنه الذى كان يزورنا كل عام فى العاصمة سراييفو كنا صغاراً , أصبحت سماؤنا سوداء بدخان البارود المحترق , قتلت النساء والاطفال فى مجازر فريدة ارتكبت فى حق مسلمى المنطقة من أجل الابادة الجماعية لعرق أصيل , لا تظن أن العنصرية متفشية فى بلادكم فحسب , فما حدث لنا فى سنوات الحرب البوسنية على أيدى الصرب والكروات قمة السبعية والهمجية , قتل ما يزيد عن 200,000 مسلم فى تلك الحرب , انتهكت أعراض النساء فى مراكز الاعتقال , وهدمت المساجد , وقتل الشيوخ. قال لى الكثير مما لا يسمح بالحديث عنه الان , لكن أنهى كلماته بقوله : شعورى هذه اللحظة غريب , ربما لا أشعر بالكراهية الان لأى شخص , أيها العربى ... دائما تكون الكراهية سلوك مقترن بحدث جلل أو عداء ذاتى من شخص غير سوى . أما الحب فدافع للنور حتى فى المطالبة بالحق. والحب طابع انسانى فطرى , يستحق منا أن نحفزه فى كل قراراتنا. عانقنى وعانقته وقد آن الاوان أن نفترق بعد انتهاء الدورة وأنا أقول له مشككاً : اذا استطعنا أن نوجه شعورنا الى ما توصلنا اليه فسنكون حكماء فى بلادنا . طال مقالى هذه المرة , وقد أكون قصرت فى بعض النقاط , ربما كان للحديث بقية او الخروج من محنة البوسنة والهرسك الى محنة جديدة ..... وما أكثرها من محن | |
|
عزوز مشرف منتدى عام
بنــر : مستوى التقدم : عدد المساهمات : 659 نقاط : 797 السٌّمعَة : 8 ت/س : 20/07/2011 العمر : 34 المزاج : راااااايق حزات مزاجي الموقع : ابناء طلب بالمنشاه sms : دخيل الله وبعد الله دخليك لا تخليني
دخيلك لوبغيت اتروح تكفئ لا توادعني الاوسمـــة :
| موضوع: رد: شعب البوشناق - د.احمد عاطف الأربعاء أغسطس 10, 2011 4:30 pm | |
| يسلموووووووووووووووووووووووووووووووو خوووي موضوعك رااايع شكر ااااا عل ى الطرح
| |
|